الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :-
إننا نعيش هذه الأيام ذكرى خالدةً وعزيزةً على قلوبنا جميعاً وهي ذكرى التاريخ العريق ، والحضارة المتجذرة ، والثقافة الراسخة ، إنها ذكرى يوم التأسيس الذي يعد إعتزازاً بالجذور المتينة والراسخة لهذه الدولة المباركة ، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها والإعتزاز بماأرسته هذه البلاد من الأمن والأمان والوحدة والإستقرار .
إنَّ يوم تأسيس الدولة السعودية المباركة يمثل الإنطلاقة الكبرى لهذه الدولة التي قامت على أساس متين وركن راسخ من الكتاب والسنة وتحكيمها فأصبحت كالأسرة الواحدة .
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بدولة مجيدة ، ومملكة فريدة ، وراية عظيمة ، دعت إلى التوحيد الخالص ، ورَفَعَتْ راية الدين ، وقامت على أسس من التقوى ، فاجتمعت فيها السياسة والحنكة ، والعلم والإمارة ، والعمل على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانت الثمرة ( الخير العظيم ، والحكم الرشيد ).
فهو البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله ، ويجعله دستوراً له ، ومنهج حياة ، يستقي منه تشريعاته ، ويستوحي منه سياساته ،
كيف لا وهذا الوطن العظيم يحتضن الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم في كل زمان ومكان ، وعلى أرض هذا الوطن العظيم نزلت الرسالة على خير البرية ، وأزكى البشرية حبيب القلوب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأصبحت هذه البلاد مفخرة للمسلمين قاطبة ، ومجد قام على أكتاف الأجداد ، وتوارثته الأجيال .
إنَّ هذه الذكرى والتي توافق 22 فبراير كل عام يومٌ يذكرنا بالأئمة الأفاضل من عائلة آل سعود الذين سعو بكل إخلاص وحزم لتولي زمام الأمور ، فسادوا البلاد والعباد ، وقامت الدولة السعودية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ومانزال ننعم بالأمن ورغد العيش في ظلال الخير والسعادة.
وذلك بعد فترة من الشتات والضياع ،
والتفرق والتناحر ،
وقامت دولتنا المباركة كذلك بترسيخ دعائم الأمن والوحدة بين أنحاء جزيرة العرب .
ولهذا الوطن الغالي محطات مفصلية ، وتاريخ مجيد ، في مسيرة الدولة السعودية جعل منها دولة رائدة في مصاف الدول العظمى والمتقدمة بقيمها وهويتها الإسلامية ، والثوابت الراسخة والشامخة لديننا وشرعنا المطهر .
فما أجمل هذه الذكرى ، وماأجمل هذا التأسيس العظيم الذي قامت على اثره دولة عظيمة ، كما نشاهدها اليوم مترامية الأطراف.
أعلى الله مقامها ، وأدام عزها ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ولقد أصدر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه أمراً ملكياً بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم <> ويوافق هذا اليوم تاريخ 30 جمادى الأولى 1139 للهجرة .
وفقاً لمعطيات تاريخية حدثت خلال تلك الفترة والتي شهدت تولى الإمام محمد بن سعود رحمه الله الحكم في الدرعية ، وفي عهده الزاهر تحققت الكثير من الإنجازات والتي مازلنا نتفيأ ظلالها منذ قرابة ثلاثة قرون إلى وقتنا الحالي .
لقد منَّ الله على هذه الدولة بقادة أُمناء ، وحكاماً أوفياء ، تحقق على يديهم الكثير من التقدم والنماء فجزاهم الله عنَّا خير الجزاء .
وكانوا أئمة هدى ساروا بهذه البلاد بالخير والهدى ، والحق والعدل ،
وتجسدت مسيرتهم بالمنجزات العظيمة التي تقف شاهدةً بما أُنْجِزْ ، حيث قاموا برعاية الحرمين الشريفين
خير رعاية وقاموا بعمارتها خير قيام ، وبنوا هذه البلاد بلبنات طاهرة من العزة والبطولة والتضحية .
فعلينا جميعاً أن نتذكر فضل الله علينا بين الفينة والأخرى وما أفاء الله به علينا من نعم عظيمة ، وخيرات عميمة ، ومنجزات ضخمة ، ونقلات نوعية ، وجهود بارزة تذكر فتشكر لقيادتنا الرشيدة التي لم تألُ جهداً في سبيل التطوير ودعمه في مسيرة تاريخية شهدت قفزات نوعية شاهدة للعيان .
ويستوجب منَّا جميعاً شكر الله والثناء عليه ، وأن نغرس في نفوس النشىء معاني الوفاء لأولئك الرجال الأشاوس الذين ضحوا بأوقاتهم وأرواحهم ، وبذلوا الغالي والنفيس ليصنعوا لنا هذا المجد لهذه الأمة .
وجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء وأوفاه ، وأسأله سبحانه جلَّ في علاه أن يوفقهما لما فيه صلاح العباد والبلاد .
وأن يديم على هذه البلاد المباركة أمنها وأمانها وعزها ورخائها واستقرارها ، إنه سميع مجيب .
للكاتب :-
فايز بن جابر آل تركي العلياني -
المنطقة الشرقية
التعليقات 2
2 pings
تركي صالح فاضل الغامدي
27/02/2022 في 8:01 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ابا محمد مقال اكثرمن رائع فما سطرته من كلمات في حق هذا الوطن الشامخ هوحقاً ويحتاج منا الكثير والكثير
رفع الله قدرك يالغالي امتعني هذا المنشور
وهذا ليس بغريب عليك وعلى ابناء الوطن الشامخ تحيتي لك
وللقبيلة العريقة
جابر مصلح ال بركات العلياني
27/02/2022 في 9:16 م[3] رابط التعليق
رايع ابو جابر كما عرفنا في تعبيرك عن أي مناسبه للوطن الغالي حفظه الله وزادك الله علم ومعرفه ورحم الله والديك يالغالي